مستقبل الطفل ألتوحدي.

كثيرة هي الأسئلة التي تدور في أذهان الآباء والأمهات عن مستقبل أطفالهم التوحيديين ومن هذه الأسئلة: هل سينخفض النشاط المفرط عند ابني ؟ هل ستقل حركاته النمطية؟ هل سيبقى يعتدي على الآخرين؟ وهل سيتكلم ويتواصل؟ هل سيتزوج؟ هل سيعمل؟
مستقبل الأعراض:
تشير معظم الدراسات أن الأفراد التوحيديين غالبا ما تخف عندهم الحركات النمطية عندما يكبرون،
أما بالنسبة العدوانية فتبقى هناك حالات عرضية من نوبات الهياج والغضب
إلا انه وفي نفس الوقت عندما تكون البيئة واضحة وعندما يكونوا قد تعلموا طرقا تساعدهم في التعبير عن مشاعرهم ورغباتهم، تتجه هذه السلوكيات إلى النقصان لذلك، ينبغي استغلال جميع الفرص لتعليمهم وهم صغار لكي نتفادى مثل هذه التحديات السلوكية.
وفيما يتعلق بمجال اللغة والتواصل: فهناك نسبة من الأفراد التوحديين يستخدمون عددا محدودا من الكلمات والجمل وفي أوضاع محددة. ومع ذلك يبقى هناك مشكلة حتى لدى اقدر الأشخاص على التكلم. فقد يقتصر تعبيرهم الأشياء الملموسة بينما يبقى من الصعب عليهم التعبير عن المفاهيم المجردة مثل التفكير والتذكر والإحساس.
البلوغ و مستقبل الحالة الاجتماعية:
بداية البلوغ يحدث قلقا وإرباكا لديهم خاصة وأنهم يعانون من عجز في العديد من المهارات الاجتماعية التي تمكنهم من التكيف مع الوضع. البلوغ عبارة عن مرحلة حرجة تلزمنا أن نهيئ أنفسنا لها بكل إيجابياتها وسلبياتها وذلك من خلال:
1. إعطائهم دروسا تربوية توعية في هذا المجال
2. تحقيق الاعتماد على النفس ومن أهمها ما يلي:
_ اعتماده على نفسه في دخول دورة المياه والاستخدام الصحيح لها بدء من جلوسه، إلى غسل يديه بالماء والصابون وتنشيفهما.
_عند الاستحمام
_اعتماده على نفسه في ارتداء ملابسه وكيفية فتح وإغلاق أزراره بخطوات محدودة
_كيفية استخدام مزيل العرق و العطور الخفيفة.
قد تعتقدي أيتها الأم أنه ليس هناك داع لتعليمه كل هذه الأشياء فهو طفل ولا يحتاج كل المهارات كما انه لا توجد علاقة بينها وبين البلوغ ولكن مجهودك في تعليمه كل المهارات سيتضاعف وسيكون أكثر صعوبة عندما يكبر لأنه سيكون اكبر حجما وسيستغرق وقتا أطول. ويعد تعديل السلوك احد الجوانب الهامة التي لابد من التركيز عليها خاصة في وقت مبكر من عمر الطفل، حتى يكتسب القواعد والقيم الاجتماعية المناسبة التي سيُقبل أو تُقبل عليها من بعد البلوغ.
من المعروف أن أطفال التوحد على فهم ضئيل بالنسبة للقواعد الاجتماعية السائدة في المجتمع ولذلك لابد من التركيز على تدريبهم على تغطية أجسامهم وتعلم متى وأين يسمح لهم بلمس أجسام الآخرين أو جعل الآخرين يلمسون أجسامهم. إيصال معلومة للطفل مفادها أن بعض الأعضاء في جسمه منطقة محرمة على الآخرين ولا يحق لأحد غيره أن ينظر إليها أو يلمسها فهي شيء خاص به، ويمكن توصيل هذه المعلومات بعدة طرق:منها تعويده على إغلاق باب الحمام أثناء وجوده فيه، وكذلك إغلاق باب غرفته أثناء خلعه لملابسه
ـ قليل من أطفال التوحد يكبرون لممارسة حياة عادية ويعمل ويتزوج وينجب، ويشار ان الزواج من شخص توحدي قد ينطوي على صعوبة كبيرة للشريك لكن الغالبية العظمى يحتاجون إلى رعاية مستمرة طيلة الحياة. وقد ينتهي قسم منهم في دور الرعاية الخاصة.
المستقبل الوظيفي :
عند اختيار المصابين بمرض التوحد أو متلازمة أسبر جر لوظائفهم فعليهم اختيار الوظائف التي تستغل قدراتهم بشكل أساسي.
فلدى المصابين بهذا المرض ذاكرة قصيرة المدى و التي تكون ضعيفة نسبيا مقارنة بذاكرتهم طويلة المدى و التي تعمل بشكل جيد بل أفضل من ذاكرة معظم غير المصابين. ولذلك يجد كل من مصابون مرض التوحد و متلازمة أسبر جر البالغون منهم صعوبة بتنفيذ المهام التي ترتكز بشكل أساسي على الذاكرة ذو المدى القصير، فهم غير قادرون على انجاز أكثر من مهمة في آن واحد. فهناك أكثر من وظيفة لا يمكن لمصابي هذا المرض العمل بها مثل العمل كأمين صندوق، أو كطاهي للطلبات المستعجلة، أو كنادل، أو كوكيل لتذاكر السفر، أو كموظف استقبال، أو كعامل هاتف، أو كمتحكم بحركة النقل الجوي.
ما هي الوظائف التي تناسب مرضى التوحد؟
1-العلوم:
يتفوق مرضى التوحد في المجالات العلمية حيث تجدهم ضمن قائمة أفضل العلماء و الباحثون و أفضل فنيون مختبر و مساعدوهم.
2-التكنولوجيا:
فتستغل مجالات التكنولوجيا نقاط قوة مرضى التوحد و توجهها نحو الأمور التي تستلزم النظام وحل النظم المعقدة و الرياضيات.
فيمكن إيجاد الكثير من مرضى التوحد من بين أفضل مبرمجي و مهندسي برامج الكمبيوتر و أكثرهم نجاحا و موهبة.
و عادة ما يعمل موظفي مجالات التكنولوجيا في مساحاتهم الخاصة بوجود الكمبيوتر فقط كرفيق لهم. مما يحد من التواصل الاجتماعي، و بالتالي هم غير مضطرين للتواصل الاجتماعي الذي يشكل لهم صعوبة.
3-الإعلام:
يجب على الصحفي الناجح عند تغطيته لسبق صحفي أن يكون قادرا على وضع آرائه و مشاعره جانبا و الإبلاغ عن المعلومات المؤكدة فقط.
فجمع هذه المعلومات بطريقة منظمة و غير انحيازية هي أحد الصفات المميزة لكثير من مرضى التوحد.
4-التصنيع:
لدى مهام التصنيع خط تصنيع وهو عمل مناسب يخدم احتياج مرضى التوحد للتكرار.
5-العمل مع الحيوانات:
لا يجد الكثير من الناس الذين يواجهون صعوبة في التواصل مع الآخرين نفس الصعوبة عند تعاملهم مع الحيوانات. مما يجعل منهم أطباء و مساعدي أطباء بيطريين ممتازين.
أما البعض الآخر فيجد نفسه يعمل في مجال الزراعة، أو ملبيا لاحتياجات الثروة الحيوانية، أو يعمل مع مؤسسة العناية بالحيوانات الأليفة.
6-العمل في مجال يكمن فيه شغفهم:
يوجد لدى بعض مرضى التوحد شغف حول موضوع أو أمر معين مما يجعلهم يرغبون معرفة المزيد عن هذا الأمر وبالتالي يبرهنوا مدى علمهم به. فهم يعتقدون أنه من الجدير استخدام هذا الشغف كنقطة انطلاق لحياتهم المهنية. فعلى سبيل المثال، ان كان لديهم شغف حول قطعة أثرية فلا يستهترون في استكشاف عالم الآثار من خلال عملهم كخبراء متاحف، أو باحثو آثار، أو كتَاب يكتبون عن علم الآثار، أو حتى عالم آثار. أما ان كان شغفهم متعلق بالنبات فيصبحون مزارعون، أو مصممو مساحات خارجية، أوحتى يعملون في مجال البستنة.
7-التصنيع :
يميل مصابي مرض التوحد التفكير بشكل أفضل بواسطة تخيل الصور بدلا من الكلمات حيث أنهم لا يجدون صعوبة في تخيل الصور و التصاميم. فسيتمكن اللذين يملكون هذه المهارة من ايجاد فرص عمل في كل من مجالات التصميم بمساعدة الحاسوب، و عرض النماذج، و رسم نماذج البناء المعمارية الخ… و ذلك يكون ان أتيحت لهم فرص جيدة للتدريب.
نصائح تتعلق بوظائف مرضى التوحد أو متلازمة أسبرجر:
1.يجب أن يكون للوظيفة هدف معين.
2.قم بترويج عملك و ليس شخصيتك. و ذلك يكون بتقديم مجمع عملك في ملف. فعلى المصابين بمرض التوحد أو متلازمة أسبرجر التعويض عن ضعفهم في المهارات الاجتماعية بإظهار ما يملكونه من مهارات في المجالات الأخرى. بحيث يرغب الآخرون من “شراء” مواهبهم بغض النظر عن ضعف مهاراتهم الاجتماعية.
3.على مدير العمل أن يكون مدركا لمشكلتك الاجتماعية.
4. تعلم بعض المهارات التي قد تساعدك من الناحية الاجتماعية.
كيف يختار مريض التوحد أو متلازمة أسبرجر الوظيفة المناسبة له؟
فللذين يبرعون في كل من الرياضيات و الموسيقى و جمع المعلومات يمكنهم العمل في مجالات:
• المحاسبة.
• علم المكتبة— كأمين مكتبة بمنصب مستشار معلومات. فيساعد الناس على ايجاد المعلومات المطلوبة اما في المكتبة أوعن طريق الانترنت(شبكة الاتصالات).
• برمجة الكمبيوتر.
• الهندسة– اما في مجال الهندسة الكهربائية، أو الكترونية، أو الكيميائية.
• صحافي.
• محرر— في مجال تصحيح المخطوطات. فالكثير يعمل بشكل مستقل لدور نشر كبيرة.
• سائق سيارة أجرة. فيسهل عليه التعرف على جميع الطرق.
• مراقبة المخزونات — فيتفقد البضائع المخزنة في المستودعات.
• دوزنة الآلات الموسيقية و منها البيانو.
• فني مختبرات.
• صراف للبنك.
• موظف يقوم ببعض المهام المكتبية كتقديم طلبات العمل.
• تسويق عبر الهاتف.
• خبير في الاحصاء.
• اخصائي علم الرياضات أو الفيزياء.
أما بالنسبة لغير الناطقين أو اللذين لديهم عجز في البراعة اللفظية فيمكنهم العمل في مجالات:
• اعادة تنظيم رفوف المكتبات — فمن السهل عليه حفظ نظام الترقيم و مواقع الرفوف.
• عمل المصنع التجميعي.
• في محلات الطباعة و النسخ.
• مهنة الحاجب.
• اعادة تخزين الرفوف في المتاجر.
• عمل المستودعات— كتحميل الشاحنات و جمع الصناديق.
• العمل في البساتين و الحدائق.
• إدخال البيانات.
• العمل في مطاعم الوجبات السريعة كعامل تنظيف.
• العناية بالنباتات — يسقي الزرع في مباني المكاتب الضخمة.

بارك الله فيك