مشكلات العمود الفقــري ... طريقة مكنزي تقدم العــلاج الذاتي

يعد العلاج الطبيعي أو الفيزيائي أحد الفروع الجديدة في علم الطب المساعد.
ومنذ نشأنه كعلم طبي وهو في تطور مستمر. وهو يقوم أساساً على استخدام ما في
الطبيعة (الفيزياء) من أجل العلاج، ويشمل التمارين، البرودة والحرارة،
الموجات القصيرة وفوق الصوتية والدقيقة، إضافة إلى كثير من الفنيات اليدوية
والأجهزة الكهربائية الأخرى.
يعالج اختصاصي العلاج الطبيعي المرضى
المحولين من قبل الأطباء ومن بينهم مرضى العظام والعضلات ومرضى الجهاز
العصبي والجهاز التنفسي وحالات القلب والإصابات الرياضية، فضلاً عن كثير من
الحالات بعد إجراء العمليات الجراحية.
يهدف العلاج الطبيعي أساساً إلى استعادة أقصى مدى ممكن للحالات المرضية للوصول بها إلى أفضل مستوى ممكن.
ومن
بين أهم الحالات المرضية التي يتعامل معها اختصاصي العلاج الطبيعي حالات
العمود الفقري وآلامه ومشكلاته. ومن بين أهم الفنيات والطرائق العلاجية
لهذه المشكلات هي طريقة مكنزي لتشخيص مشكلات العمود الفقري الميكااتقي اللهية أو
الحركية وعلاجها.
ولكن من هو مكنزي، وكيف أنشأ فكرته هذه، وما هي صفات وعلامات طريقته في التشخيص والعلاج؟
المؤسس لطريقة مكنزي العلاجية
هو
روبن مكنزي اختصاصي علاج طبيعي من نيوزيلندا، وقد أجرى كثيراً من الأبحاث
التي نشرت وألقيت في العديد من المجلات والمؤتمرات العالمية المتعلقة
بالعمود الفقري. تلقى أيضاً الكثير من الجوائز التقديرية من الجمعيات
الطبية في نيوزيلندا وأمريكا وبريطانيا، كما ألف أربعة كتب متعلقة بالعمود
الفقري،خصص منها اثنين للدراسة الأكاديمية، واثنين للمرضى. ترجم الكتابان
الأخيران إلى سبع عشرة لغة.
صدفة الاكتشاف
كان السيد روبن مكنزي يجد
صعوبة في علاج مرضى الظهر الذين لديهم أعراض متشعبة في الرجل. في أحد
الأيام طلب من أحد مرضاه أن يتوجه لغرفة العلاج ويستلقي على بطنه على سرير
العلاج وينتظره. عندما جاء له بعد عشر دقائق وجده مستلقياً على بطنه على
السرير، والذي كانت مقدمته مرتفعة جداً. تفاجأ السيد مكنزي لهذا الوضع،
وكانت المفاجأة أكبر عندما بادر المريض بقوله هذا أحسن علاج أخذته إلى
الآن، إن ألم الرجل قد اختفى تماماً، كما قل ألم الظهر إلى درجة كبيرة.
إن
هذه المصادفة قادت منذ عام 1956 إلى تطوير نظرية العلاج وطرائقه لدى
مكنزي. فقد وجد أن تحسن ألم الظهر والرجل متعلق بتقهقر الألم المتفرع في
الأطراف إلى مركزه في الظهر حيث نشأ من هناك.
أهداف طريقة مكنزي
- تعليم المختصين في المجال الصحي وتدريبهم على الأسس والتطبيقات العملية للآلام والتشخيصات الميكااتقي اللهية وعلاجها بطريقة مكنزي.
-
عمل الأبحاث والدراسات المتعلقة بمشكلات العمود الفقري والعناية بالظهر
بصفة عامة، واستخدام طريقة مكنزي بصفة خاصة، إضافة إلى رفع ودعم مستوى
الأبحاث التي تطور المعرفة والمهارات والعلاج لمشكلات العمود الفقري.
- التعريف بطريقة مكنزي لتشخيص وعلاج مشكلات العمود الفقري الميكااتقي اللهية للمختصين بالرعاية الصحية والجهات المتعلقة بها.
إن
هذه الطريقة العلاجية تعزز وترفع مقدرة أنسجة الجسم لأن تشفى بذاتها من
دون استخدام الأجهزة الكهربائية أو الأدوية أو المعالجة باليد من قبل شخص
آخر، كما أنها تهتم بعلاج الشخص بأقل تكلفة ممكنة.. يتحملها المريض أو شركة
التأمين الصحي وفي أقصر وقت ممكن، وأهم ما في الأمر أنها تهدف إلى تعليم
المريض طريقة ومهارات العلاج الذاتي للآلام الحالية وكذلك على مدى الحياة.
- تحتوي طريقة مكنزي على ثلاثة أسس: التشخيص، والعلاج، والوقاية.
- التشخيص
يبدأ
بتصنيف المشكلات الميكااتقي اللهية المتعلقة بالعمود الفقري، وهو ما يتضمن بدوره
بعض الأسئلة التي تعطي تاريخاً مرضياً للحالة، إضافة إلى الانطباع الأولي
عن سببها. ثم بعد ذلك كيفية استجابة أعراض المريض لتكرار بعض الحركات في
العمود الفقري. بواسطة تمركز الأعراض وتراجعها من الأطراف إلى منشئها في
العمود الفقري، فإن العلاج ممكن تركيزه على أصل المشكلة وسببها. وتوجد
علامات معينة تحدد الاستجابة للعلاج ألا وهي قوة الألم وتمركزه، إضافة إلى
زيادة المدى الحركي.
وينقسم تصنيف مكنزي لمشكلات العمود الفقري إلى ثلاثة أقسام:
-
مشكلات العمود الفقري القوامية: وهي الآلام الموضعية في العمود الفقري
التي تنشأ بسبب البقاء في وضع أو جلسة غير سليمة لفترات طويلة.
- مشكلات
الاختلال الوظيفي في العمود الفقري: وهي الآلام التي تنشأ بسبب قصور أو
تيبس في الأنسجة المرنة في العمود الفقري، ويشمل ذلك العضلات والأربطة
والأوتار، وكذلك الأنسجة العصبية والمفصل وأنسجته. إن هذه الأنسجة القصيرة
تسبب ألماً عندما تمط.
- مشكلات العمود الفقري بسبب تشويش في الغضاريف وهنا تنشأ الأعراض سواء الآلام أو الإحساس بالتنميل أو غيرها في الظهر أو في الأطراف.
العلاج:
يركز على مشاركة المريض بنفسه في التحكم وإدارة الأعراض، وذلك من أجل:
- تخفيف الأعراض بسرعة.
-استعادة الوظائف الحيوية.
- تقليل عدد الزيارات للعيادة.
وهذا
يتم عن طريق معالجة الأعراض القوامية عن طريق تجنب الأحداث والأنشطة
المؤلمة واستخدام فنيات علاجية أخرى لإنهاء الألم، فضلاً عن معالجة الأعراض
الناشئة بسبب التيبس وقصور الأنسجة عن طريق أداء تمارين وتقنيات أخرى من
أجل استطالة هذه الأنسجة القصيرة، ومعالجة التشويش الحاصل في الفقرات
بالأساليب السابقة نفسها، إضافة إلى بعض الفنيات العلاجية المختصة
والمعالجة اليدوية.
وقد أثبتت طريقة مكنزي مصداقيتها العلمية كطريقة
تشخيصية في المجال الطبي، مثلها في ذلك مثل الأشعة العادية أو المغناطيسية،
وفي تحديد مصدر المشكلة، وبالتالي معرفة طريقة العلاج ومدى استجابة المريض
له.
وقد دلت التجربة بأن أغلب المرضى يتمكنون وبنجاح من علاج أنفسهم ذاتياً شريطة توفر المعرفة الضرورية والكافية

منقول

شكراااااااااااااااااااا لك حبيبتي