المنتدى الجزائري لذوي الاحتياجات الخاصة
اهلا بك في المنتدى الجزائري لذوي الاحتياجات الخاصة زيارتكم تشرفنا مشاركتكم تفرحنا وتفاعلكم يقوينا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المنتدى الجزائري لذوي الاحتياجات الخاصة
اهلا بك في المنتدى الجزائري لذوي الاحتياجات الخاصة زيارتكم تشرفنا مشاركتكم تفرحنا وتفاعلكم يقوينا
المنتدى الجزائري لذوي الاحتياجات الخاصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» المشروع البيداغوجي الفردي
واقعية الخوف Emptyالأربعاء يناير 06, 2021 9:20 pm من طرف baknin

»  تجنب 7 عادات سيئة تصيبك بآلام الظهر
واقعية الخوف Emptyالجمعة مايو 22, 2020 2:09 pm من طرف Mebarek197

» المنتدى يفتح باب العمل التطوعي لبعث مشروع الوساطة بين الاطفال والمختصين والمتبرعين من اجل تكفل شعبي تضامني
واقعية الخوف Emptyالثلاثاء مارس 05, 2019 6:20 am من طرف تجوال الشوارع

» صفحتي في الفيسبوك
واقعية الخوف Emptyالجمعة يوليو 20, 2018 1:15 am من طرف حليم الجزائري "ابومعز"

» شكرا لكم ياشموع المنتدى
واقعية الخوف Emptyالثلاثاء مايو 29, 2018 12:49 pm من طرف حسيبة قصير

» اشتقت لكم
واقعية الخوف Emptyالسبت مارس 03, 2018 9:36 pm من طرف حليم الجزائري "ابومعز"

» سلام عليكم
واقعية الخوف Emptyالأحد يناير 21, 2018 8:26 pm من طرف Aminas

» لكل الاعضاء مبروك المنتدى في 32 دولة
واقعية الخوف Emptyالإثنين سبتمبر 18, 2017 10:59 am من طرف حسيبة قصير

» #21نصيحة _لتعليم _الاطفال_ ممن لديهم# متلازمة_ داون #اسامه مدبولى
واقعية الخوف Emptyالخميس سبتمبر 15, 2016 10:44 am من طرف bossamario

»  متلازمة اسبرجر 2
واقعية الخوف Emptyالثلاثاء مارس 15, 2016 12:38 pm من طرف tafaolcenter

»  متلازمة اسبرجر( الجزء الاول)
واقعية الخوف Emptyالإثنين مارس 14, 2016 7:53 am من طرف tafaolcenter

»  رسائل طفل توحدى
واقعية الخوف Emptyالأحد مارس 13, 2016 8:01 am من طرف tafaolcenter

»  اعراض التوحد 3
واقعية الخوف Emptyالسبت مارس 12, 2016 4:05 pm من طرف tafaolcenter

» اعراض التوحد 2
واقعية الخوف Emptyالخميس مارس 10, 2016 10:55 am من طرف tafaolcenter

»  اعراض التوحد
واقعية الخوف Emptyالخميس مارس 10, 2016 10:53 am من طرف tafaolcenter

»  علامات التوحد التحذيرية
واقعية الخوف Emptyالخميس مارس 10, 2016 10:02 am من طرف tafaolcenter

» ارشادات طفل توحدي
واقعية الخوف Emptyالأربعاء مارس 09, 2016 9:57 am من طرف tafaolcenter

» احصائيات حول متلازمة داون
واقعية الخوف Emptyالإثنين مارس 07, 2016 7:36 am من طرف tafaolcenter

» التوحد ليس مرض
واقعية الخوف Emptyالسبت مارس 05, 2016 1:47 pm من طرف tafaolcenter

» اشترك الان ليصلك كل جديد
واقعية الخوف Emptyالسبت مارس 05, 2016 1:46 pm من طرف tafaolcenter

 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 ابحـث
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 2322 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مريم زكور محمد فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 9127 مساهمة في هذا المنتدى في 2221 موضوع

واقعية الخوف

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

واقعية الخوف Empty واقعية الخوف

مُساهمة من طرف بسمة المستقبل السبت ديسمبر 01, 2012 6:07 pm

واقعية الخوف
نعم هو شيء طبيعي أن الذي يتهدده. ولكن (الخوف) الذي يتحول إلى حالة مرضية، ينتج عنها خلل نفسي هو الشيء غير الطبيعي، ويسميها علماء النفس بمرض (الخُواف) أو (الفوبياء) وهي حالة من الخوف تتملك الإنسان في حالات مرضية استثنائية، والتحليل النفسي يصنفها ضمن الأمراض العصابية، وتنشأ عنها حالات مختلفة، كالخواف من الماء أو البحر أو... وغيرهما من الأشياء.

السؤال: هل في إمكان الإنسان ( أن يوجه هذا الميل الفطري نحو الأخطار الحقيقية الكبرى..؟ ).
نعم وذلك بتقوية الإرادة، والإرادة عامل حاسم في الصحة النفسية، وذلك
بتوطين النفس على مقاومة حالات (الخُواف).. وفي توجيهاتنا الإسلامية
(إذا خفت من أمر فقع فيه)؟!.

أن يخاف الإنسان الخطر ويخشاه فذلك شيء طبيعي وفطري في أعماق نفس
الإنسان.. وليس عيباً ولا نقصاً.. والمطلوب من الإنسان ليس هو اقتلاع جذور
الخوف من النفس والقضاء عليه نهائياً.. فهو أمر غير ممكن..
إنما المطلوب هو توجيه هذا الميل الفطري نحو الأخطار الحقيقية الكبرى التي تهدد مستقبل الإنسان.. وليس نحو بعض المخاطر الحقيرة البسيطة..

المطلوب أن يخاف الإنسان من مركز القوة والثقل التي تهيمن على العالم، وتسيطر على كل شأن من شؤونه، وكل ذرة من ذراته.. وهي قوة الله سبحانه وتعالى وهيمنته وعظمته..

والمطلوب أخيراً: أن لا يكون الخوف عقبة وحاجزاً أمام الإنسان، يمنعه من التقدم والاحتفاظ بالحرية والكرامة.. فالقرآن يعترف بواقعية الخوف لدى الإنسان، ولا يعتبره جريمة أو عيباً في الأساس.. وإنما الجريمة تكمن في سوء الاستفادة، وفي الإفراط في ممارسة الخوف.. وأن يصبح الخوف عقبة في طريق تقدم الإنسان وكرامته وحريته..

إن القرآن ينقل لنا بعض الصور واللقطات، من داخل وأعماق نفوس أنبيائه وأوليائه،
ليؤكد لنا واقعية الخوف وتجذره، حتى في تلك النفوس المختارة الزكية الطاهرة..
فالأنبياء والأولياء أيضاً يخافون، ولكنهم يتجاوزون حاجز الخوف من الأخطار
والمشاكل، ويقمعونه داخل أنفسهم.. بقوة إرادتهم، وبتسديد الله تعالى لهم..

1ـ فهذه أم نبي الله موسى ، تلك الولية المخلصة، التي اختارها الله لتكون أم نبي من أعظم أنبيائه، ولتضعه في تلك الظروف الحرجة..لقد كانت تخاف على وليدها (موسى) من فتك (فرعون).. ويأتيها الوحي من السماء، ليوجهها إلى استثمار ذلك الخوف، في أخذ أشد الاحتياطات والإجراءات، لحماية الوليد، ثم يشجعها على تجاوز حالة الخوف المفرط، والركون إلى الطمأنينة والاستقرار.. يقول تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ}..( ).

2ـ ونبي الله موسى ذلك الرسول الذي أعده الله تعالى لمواجهة طاغية زمانه المتجبر فرعون.. وزوده بالآيات والمعجزات.. ولكنه لما رأى فعل سحرة فرعون العجيب، حيث تحولت الحبال والعصي في أنظار الناس إلى حيات وأفاعي، توشك أن تلتهم الجموع المتفرجة..لما رأى ذلك تحرك هاجس الخوف الطبيعي في نفسه. ولكنه انتبه إلى موقفه ومهمته، وأسعفته السماء بتوجيهها وعنايتها، فقمع ذلك الهاجس في نفسه، وتحدى السحرة وأباطيلهم، بكل قوة وصمود.. يقول تعالى: {قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى  قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى  فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى  قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى  وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}

3ـ في قضية اجتماعية كان الرسول الأعظم محمد ، يعلم من قبل الله، أن ربيبه (زيد بن حارثة)، الذي رباه ورعاه، سيطلق زوجته (زينب بنت جحش)، وان الله سيزوج رسوله بمطلقة ربيبه (زيد)، الغاءاً للأحكام الجاهلية في تحريم زوجة الربيب (أي الشخص الذي يربيه الإنسان وليس ولداً له).

إذاً: فليس عيباً أن تخاف، إنما العيب أن لا تتجاوز الخوف وتقمعه في داخل نفسك.. وعظمة الأبطال ليس في أنهم لا يخافون.. وإنما لأنهم يتجاوزون حاجز الخوف.. تجاوزاً واعياً قائماً على الإيحاء الذاتي، والتحليل الواعي لموضوع الخوف.

الخوف: امتحان

إن الله سبحانه وتعالى يعلم أن الخوف سيكون حاجزاً أمام الكثيرين عن تحمل مسؤولياتهم الإنسانية والإلهية.يعلم أن الخوف هو منزلق أكثرية البشر، ودافعهم إلى المذلة والخنوع والاستسلام..

فلماذا أودع هذا الميل، وزرع هذه المشكلة في نفس الإنسان؟
الجواب:
بالإضافة إلى أن لهذا الميل النفسي (الخوف) أبعاداً إيجابية تكلمنا عنها في فصل آخر.. فإنه في بعده السلبي يرتبط بفلسفة خلق الإنسان ووجوده في هذه الحياة..فالحياة قاعة امتحان، ومسرح ابتلاء لإرادة الإنسان وسلوكه، يقول تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}.
لذلك يجب أن يعلم الإنسان حينما يواجه خطراً وصعوبة ومشقة، في سبيل دينه وكرامته، انه أمام امتحان وابتلاء، إن لم يتقمص الشجاعة والإقدام، ويتجاوز حاجز الخوف، فسيكون فاشلاً في ذلك الامتحان.. وماذا يعني الفشل في الامتحان الإلهي؟ انه الخزي والعذاب وسخط الله سبحانه وتعالى.

يؤكد القرآن على هذه الحقيقة قائلاً:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ  الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ  أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ}

إن الشجاعة والصمود ليست فضيلة كمالية.. وإنما هي واجب إلهي.. والجبناء الذين يسقطون ويتهاوون عند حاجز الخوف، لا ينالهم عار الدنيا فقط، وإنما هم معرضون لنار الآخرة.. بينما يبشر الله الصابرين أمام الأخطار والمشاكل، بسبب رؤيتهم الإلهية للحياة، التي تتلخص في عبارة (( إنا لله وإنا إليه راجعون ))، هؤلاء الصابرون عليهم صلوات الله ورحمته وهم المهتدون..والشجاع المؤمن الذي يتجاوز حاجز الخوف، تغمره لذة أعذب من لذة الانتصار، إنها لذة النجاح في الامتحان الإلهي، واستحقاق الأوسمة العظيمة، التي تحدثت عنها الآيات الكريمة.. وسام الصلاة والرحمة والهداية.

الشيطان ينشر الخوف..

إن الخوف سلاح يخدم العدو في معركتك معه.. فإذا سيطر الخوف عليك قلّت قدرتك على المقاومة.. إن الخوف من أي شيء يحقق انهزامك في داخل نفسك أمام ذلك الشيء.. وهل تستطيع الانتصار بنفس منهزمة؟

ولذا يستعين الأعداء بالطابور الخامس، لبث الخوف في أوساط الجهة الأخرى، التي
يريدون الاعتداء عليها.. وهذا مظهر من مظاهر الحرب النفسية كما تسمى.
صحيح أن للخوف جذوراً راسخة في نفس الإنسان، فهو جزء من مشاعره النفسية..
ولكن الجهات المغرضة في المجتمع هي التي تنمي جذور الخوف، وتقويها لصالح
الأعداء. لذلك من حقنا أن نشك في نزاهة وسلامة أي فئة تنشر الخوف في صفوف
الناس.. الخوف من الأعداء.. من الاستعمار.. من الطغيان..

إن القرآن يحذرنا من وجود فئات مغرضة في المجتمع، تنشر الخوف بين
الناس لصالح الأعداء.. ويصف هذه الفئات بأنهم أولياء الشيطان..
وهنا يجب أن يحتفظ المؤمنون بشجاعتهم، ويحولوا دون تسرب هذه المخاوف إلى
نفوسهم، واعين بحقيقة الدور الذي يقوم به هؤلاء المثبّطون المخوّفون.. أصابع
العدو وعملاؤه.

يقول تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ  فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ  إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}

الخوف أسبابه وجذوره

يعتقد علماء النفس أن القابلية للاستجابة للخوف، في المواقف الخطرة التي تهدد
تكامل الفرد، واستمرار بقائه، خاصية موروثة في جميع الحيوانات الثديية على الأقل.
ولكن نمو هذه الخاصية، وظهورها في حياة الطفل، لا يبدأ إلا بعد مرور عدة شهور
من عمر الطفل.. حينما يظهر لديه إحساس فعلي بذاته وشخصيته.
فمن بداية النصف الثاني، من العام الأول، نلاحظ ظهور استجابات متمايزة، يمكن
تعريفها بالخوف. إذ حوالي هذه الفترة من العمر، يظهر تميز فعلي أولي بين الذات
والعالم الخارجي، مما يمكّن الطفل من إدراك التهديد الذي يقع عليه. ولكن معظم
المخاوف تميل إلى أن تكون غامضة وغير محددة، وذلك لعدم وجود نضج إدراكي
كامل. ففي الشهور الأولى من عمر الطفل، لا يوجد شيء في نفسه يمكن أن نطلق
عليه (خوفاً). ذلك لأنه في تلك الفترة لم يتحسس بعد ذاته.. قد يبكي من الجوع أو
العطش، أو التأثر لوضع معين في جسمه.. أما حينما يدخل الستة أشهر الثانية،
وتبدأ الانفعالات بالتمييز في نفسه، فسيبدأ عنده حينئذٍ الشعور بالخوف.وعادة ما
يكون هذا الشعور عند الطفل، عندما تفارقه أمه أو يواجهه منظر غريب غير
مألوف، أو صوت مزعج. وترافق الإنسان مشاعر الخوف عند تحسس الخطر
طوال حياته، وإلى أن يموت.

لماذا الخوف؟

الخوف حالة نفسية وميل طبيعي موجود في أعماق نفس الإنسان، بغض النظر
عن الخلاف الموجود بين علماء النفس القدامى والجدد حول تحديد الخوف، هل هو
غريزة أو هو ميل فطري وحاجة طبيعية. ففي حين أن بعض علماء النفس القدامى،
كانوا يتحدثون عن غريزة الخوف، نجد أن علم النفس الحديث قد أثبت أنه ليس هناك
غرائز، بل ميول فطرية، أو حاجات أصلية، تقبل التعديل والتحويل والتبديل والإعلاء.
فليس ثمة غريزة محدودة جامدة متصلبة، يمكن أن نطلق عليها اسم (غريزة الخوف)،
بل هناك وظيفة نفسية، يضطلع بها الخوف في حياة الكائن البشري، وتلك هي حماية
الذات الفردية، ضد أخطار العالمين الخارجي والداخلي، وضد كل ما قد يكون من
شأنه أن يهدد سلامة الإنسان. ويعني هذا أن الخوف انفعال طبيعي، يقوم بدور
حيوي هام، في صميم الحياة النفسية للوجود البشري.

نقول: ـ بغض النظر عن هذا الخلاف العلمي.. فإن الخوف كحالة طبيعية أودعها الله
تعالى في نفس الإنسان، هو شيء مفيد لحياة الإنسان.. ذلك لأنه لولا الخوف
والشعور بالخوف لما فكر الإنسان في درء الأخطار عن نفسه، وفي حماية نفسه
من المصاعب والمشاكل.. وأخذ الضمانات والاحتياطات الكافية لسلامته. يقول
الإمام علي : (( من خاف أمن )).

أنت إذا لم تكن تخاف البرد لا تستعد له. وإذا لم تكن تخاف المرض لا تستعمل الوقاية
الصحية تجاهه. إذن فمبدأ حالة الخوف لدى الإنسان شيء إيجابي، بيد أن أكثر
الميول والحاجات المتأصلة لدى الإنسان، يمكن للإنسان أن يسيء استخدامها،
لسبب أو لآخر. وحينئذ تنقلب ضد مصلحة الإنسان.

مثلاً: ـ الحاجة إلى الماء والطعام طبيعية عند الإنسان، وضرورية لاستمرار
وجوده ونشاطه.. ولكن إذا أفرط الإنسان في الشرب والأكل أكثر من اللازم،
ألا يكون ذلك ضرراً ووبالاً عليه؟

والخوف أيضاً حاجة إيجابية أودعها الله في نفس الإنسان، كي يحمي بها ذاته،
ويحافظ على سلامة وجوده..أما إذا أفرط الإنسان في الاستجابة لمشاعر الخوف..
وترعرع في نفسه أكثر من الحد اللازم والطبيعي، فسيصبح الخوف بعبعاً يغلق
على الإنسان طريق التقدم، ويحرمه السعادة، ويشل مواهبه وطاقاته..

إن الخوف إذا تجاوز حده في نفس الإنسان، تكون له انعكاسات وتأثيرات سيئة
على تفكير الإنسان وجسمه أيضاً. حيث يصاب الإنسان بالارتباك، ويصبح عاجزاً
عن اتخاذ قرار سليم، ويقدم نفسه نتيجة لذلك فريسة سهلة للأمر الذي تخوف منه..
وكمثال واضح على ذلك: ـ أرأيت شخصاً ماشياً في شارع تقطعه السيارات، وفجأة
يجد نفسه أمام سيارة مسرعة، تقترب منه لتطحنه بعجلاتها.. وهنا يبلغ به الخوف
حداً مربكاً فيقدم رجلاً ويؤخر أخرى.. لا يدري أيتراجع أم يسرع إلى الأمام؟ وهنا قد
يقع في الخطر الذي كان يخشاه، نتيجة لخوفه وارتباكه، بينما لو كان هادئ النفس،
لاستطاع اتخاذ قرار سريع بالرجوع، أو الركض، فينقذ نفسه من الخطر..أما تأثير
الخوف المفرط على الجسم، فيظهر في عدم قدرة الإنسان على التحكم في أعضائه،
فيتلكأ في الحديث بلسانه، وتصبح نظراته غير مركزة ولا طبيعية، وقد يتصبب عرقاً،
ويتغير لون وجهه.

وقد أشار القرآن الحكيم، إلى مدى التأثير الذي يتركه الخوف المفرط، حتى على
مظهر الإنسان وجسمه، ضمن حديثه عن صفات وسلوك المنافقين، يقول تعالى:
{أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى
عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ}.

سُبل الانتصار على الخوف
الخوف كابوس مرعب ثقيل، يجثم على نفس الإنسان، فيحرمه لذة الأمن والاطمئنان.. ويعرقل حركة تقدمه ونشاطه.. ويمنع طاقاته ومواهبه من النمو والعطاء..
ومن يعيش تحت سيطرة كابوس الخوف، تتحول حياته إلى رعب وشقاء دائم.. يتمنى لو تخلص منه وتحرر من هيمنته.. ورغم أن كل من يعاني من رعب الخوف يتمنى التحرر منه، والتخلص من شقائه، إلا أن البعض يفقد الأمل في قدرته على ذلك، ويتصور أن الخوف جزء لا يتجزأ من نفسه وكيانه، وأنه لا يستطيع أن لا يخاف، ولا يمتلك القدرة على ممارسة الشجاعة والإقدام..وهذا تصور خاطئ جداً، وبعيد عن الصواب.. فصحيح أن للخوف جذوراً عميقة في أعماق نفس الإنسان لا يمكن انتزاعها.. وأنه حاجة فطرية، وميل طبيعي، أودعه الله في النفس.. ولكن الصحيح أيضاً أن الإنسان قادر على التحكم في تلك الحاجة، والسيطرة على ذلك الميل..
فالخوف صفة نفسية قابلة للتعديل والتوجيه والتحديد.. وبإمكان الإنسان أن يكبح جماح الخوف، ويوقفه عند الحد الأدنى، الذي تقتضيه طبيعته وحياته، كما يستطيع أن يُطلق له العنان لينمو ويتغلب على جميع قواه ومشاعره..
والإنسان هو الذي يمتلك حق توجيه الخوف في نفسه وحياته، فيجبن ويخاف ساعة يشاء الخوف والجبن، ويتمرد ويقدم بشجاعة حينما تقرر إرادته ذلك..
وتلعب الأجواء التي يعيش فيها الإنسان، والظروف المحيطة به، دوراً مساعداً لترجيح إحدى الكفتين.. إذن فلسنا مجبرين على الخضوع لسيطرة الخوف على نفوسنا.. وبإمكاننا مقاومته، والتخلص منه، في الحدود التي نريدها، ولكن ما هي العوامل المساعدة والنافعة لمقاومة الخوف والتحرر من هيمنته الكاملة؟.
يمكننا الحديث عن العوامل التالية، والتي تؤكد التعاليم الدينية، وعلم النفس الحديث، والتجارب العملية، على تأثير هذه العوامل، وقدرتها على مساعدة الإنسان للتخلص والتغلب على حاجز الخوف..


الإرادة والتصميم
مشكلة البعض أنهم يتكيفون مع أمراضهم النفسية، إما باليأس من إمكانية العلاج، أو باختلاق التبريرات التي تقنعهم وترضيهم بما يعانون..
مثلاً: انه يعاني من خوف مفرط من القوة، وبدلاً من أن يفكر في التخلص من هذا المرض فإنه يعمل على تكريسه، باختلاق التبريرات الفكرية مثلاً ادعاءه الامتثال لقوله تعالى: {لاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}!!
أو يعاني مثلاً من: الخوف من الفشل، ويتردد في الإقدام على أي عمل جديد.. ثم يبرر ذلك بلزوم الاستعداد، وأنه إنما لا يعمل ذلك العمل الآن رغبة في أن يؤديه مستقبلاً..!!
أو يجبن عن تحمل مسؤولية معينة، ويفلسف جبنه بأنه تواضع وابتعاد عن الرياء وحب الرئاسة!! إن اليأس من العلاج، والاعتقاد بأن الخوف جزء لا يتجزأ من النفس، أو تعزيز الخوف بالتبريرات والأفكار السلبية الخاطئة.. كل ذلك يحول بين الإنسان وبين تجاوز حاجز الخوف، والتخلص من سيطرته وإزعاجه.. فالخوف الذي تعاني منه، هو مرض وبلاء. وأنت قادر على التخلص منه..
وكل التبريرات التي ترضيك وتقنعك بقبول هذا المرض، إنما هي تبريرات وأفكار خاطئة..والمطلوب أن تصمم وتقرر مقاومة الخوف في نفسك، وسيكون النصر والنجاح حليفك حينئذ إن شاء الله..
في جميع الأمراض النفسية، يتحدث علماء النفس، عن دور عملية الإيحاء الذاتي في معالجتها، ذلك لأن الإيحاء الذاتي عملية نفسية من نفس جنس تلك الأمراض، فهي أقدر على مواجهتها.. بل حتى بعض الأمراض الجسمية، يستعين الأطباء بالإيحاء الذاتي لمساعدة المريض على تحمل وتجاوز مرضه..
ويقصدون بالإيحاء الذاتي أن يتحدث الإنسان في داخل نفسه، أو بصوت مسموع، عن قدرته على الشفاء، وتجاوزه فعلاً للمرض..فإذا كان يعاني من مرض الخوف...فليكرر في نفسه، أو بصوت مسموع، أنه قادر على تجاوز الخوف، وأنه بالفعل شجاع وبطل.. تكرار هذه العملية يوجد عند الإنسان تصميماً ذاتياً على تجاوز الخوف. وشعوراً بتحقق ذلك، يدفعه إلى التصرف وكأنه لم يعد يعاني من الخوف فعلاً.. وتصديق الإنسان بانتصاره على المشكلة، إذا ما دفعه لاقتحامها فعلاً، فإن ذلك سيكون بمثابة خطوة جريئة وعملية للانتصار والنجاح الحقيقي في الواقع الخارجي..
فمثلاً: إذا كنت أعاني الخوف من عملية تسلق الجبال، ولكن أوحيت لنفسي مراراً وتكراراً بقدرتي وتمكني من القيام بعملية التسلق بنجاح.. فإن شكي في قدرتي على ذلك، وبالتالي تخوفي، سينقلب إلى رغبة في ممارسة القناعة الجديدة التي توفرت في نفسي، وهي القدرة على التسلق.. وإذا ما مارست عملية التسلق بالفعل، فإن هيبتها ستنتزع من نفسي، ولن يبق فيها شيء اسمه الخوف من تسلق الجبال...
هكذا يكون الإيحاء الذاتي مؤثراً وفعالاً في تحدي المشاكل والأمراض النفسية. وينصح علماء النفس: بممارسة عملية الإيحاء الذاتي قبيل النوم، وعند الاستيقاظ منه، بعد أن يتنفس الإنسان تنفساً عميقاً، ليخرج كل ما في رئتيه من الهواء، ويستنشق هواءً جديداً، ويكرر الإنسان في نفسه أو بصوت مسموع، أنه قادر على تجاوز تلك المشكلة، وأنه تجاوزها بالفعل (أنا قادر على تجاوز الخوف، أنا شجاع بطل....) في فترة تتراوح ما بين عشر دقائق إلى ساعة كاملة..
ولعل النصائح الإسلامية بتكرار بعض الأدعية والأذكار والأوراد، تهدف إلى إحداث مثل هذا التأثير في نفس الإنسان، فهي نوع من أنواع الإيحاء الذاتي.. فمثلاً في صلاة الليل يُستحب أن يكرر الإنسان هذه العبارة مرات: (( هذا مقام العائذ بك من النار )) وأن يردد سبعين مرة هذه العبارة: (( أستغفر الله ربي وأتوب إليه )).
إن تكرار هذه الأذكار نوع من الإيحاء الذاتي، الذي يدفع الإنسان إلى التصميم على تحويل ذلك الذكر إلى ممارسة وسلوك خارجي..

بسمة المستقبل
نائب مشرف عام
نائب مشرف عام

انثى عدد الرسائل : 314
العمر : 33
البلد والولاية : الجزائر العاصمة بئر مراد رايس
المهنة : جامعية
نقاط : 8979
السٌّمعَة : 35
تاريخ التسجيل : 13/10/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

واقعية الخوف Empty رد: واقعية الخوف

مُساهمة من طرف سايح ماريا السبت ديسمبر 01, 2012 6:12 pm

بارك الله فيك بسمتي انتقائك للمواضيع يدهشني الخوف المرضي هو الغير مبرر اي ليس له مبرر مقنع كمن يخاف من الموت رغم انها نهايته العاجلة ام الاجلة او الخوف الفطري وعليه جبل الانسان الخوف من الله سبحانه وتعالى
والشفاء يكون في قوة الارادة في التغيير الايجابي بتعزيز الجانب الروحاني في الشخص
سايح ماريا
سايح ماريا
نائب مشرف عام
نائب مشرف عام

انثى عدد الرسائل : 799
البلد والولاية : الجزائر العميقة
المهنة : مختصة علاجية
نقاط : 10003
السٌّمعَة : 51
تاريخ التسجيل : 17/03/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

واقعية الخوف Empty رد: واقعية الخوف

مُساهمة من طرف بسمة المستقبل السبت ديسمبر 01, 2012 7:54 pm

شكرا لك عزيزتي الحقيقة كنت أود تلخيص الموضوع أكتر لانه مطول بعض الشي لكن رايت أن كل عبارة فيه أهم من الأخرى و بالاخص الأمتلة كونه موضوع مهم و لان الكل معرض لهذه الظاهرة
إضافة إلى أن أغلب الأطباء النفسيين و بالتحديد الدين يعالجون المرضى بطريقة التحليل النفسي أن السبب الأساسي لمعظم الأمراض النفسية (كالامنيزيا..الاكتئاب الشديد ..الوسواس القهري .الفصام ....إلخ ) يعود إلى شعور المريض بالخوف الشديد أي المرضي و عدم وعيه له مما يودي الى كبته
كما أقر البعض الآخر من الأطباء في نفس التخصص أن أي مرض يتم الانتهاء من معالجته و يعود بعد فترة يكون سببه الخوف بمعنى الخوف من عودة الاعراض مما يجعلها تعود له مجددا ..لهذا قيل عنه أنه أصعب مرض في حالة عدم الإستجابة للعلاج ..........شكرا ...........

بسمة المستقبل
نائب مشرف عام
نائب مشرف عام

انثى عدد الرسائل : 314
العمر : 33
البلد والولاية : الجزائر العاصمة بئر مراد رايس
المهنة : جامعية
نقاط : 8979
السٌّمعَة : 35
تاريخ التسجيل : 13/10/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

واقعية الخوف Empty رد: واقعية الخوف

مُساهمة من طرف سايح ماريا السبت ديسمبر 01, 2012 8:19 pm

اكيد ان قابلية العلاج وارادة الحالة في الشفاء هي نصف العلاج اما عدم ادراك اهمية العلاج فهذا لن يؤدي الى نتيجة مرضية
سايح ماريا
سايح ماريا
نائب مشرف عام
نائب مشرف عام

انثى عدد الرسائل : 799
البلد والولاية : الجزائر العميقة
المهنة : مختصة علاجية
نقاط : 10003
السٌّمعَة : 51
تاريخ التسجيل : 17/03/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى