منزل علاجي بمستشفى بن عكنون يعيد الحياة لمصابات بإعاقات جسدية

[justify][b][size=16][color=#000000]استطاعت عديد النسوة ممن أصبن بعاهات جسمية جراء التعرّض لشلل نصفي أو حادث ما، أن يستعدن بعضا من حياتهن العادية بعد استعادتهن لخاصية الحركة، وتمكّنهن من التعامل بطريقة مكيّفة مع نشاطات كن يمارسنها تلقائيا قبل إعاقتهن، وذلك بفضل إعادة تأهيل تمت داخل مطبخ جُهّز خصيصا لهن على مستوى مستشفى بن عكنون، أعاد لهن ذاكرة التعامل مع أبسط أمور الحياة اليومية للمرأة.
كانت منهمكة في غسل إبريق القهوة وكنا قبالتها.. تابعنا حركتها دون أن نقطع عليها تحضير القهوة انطلاقا من غسل الإبريق إلى إعادة ملأه بالماء، ثم وضع بودرة القهوة وغلقه لنقله إلى الطباخة الكهربائية التي جُهّزت بطريقة مكنت ''سلطانة'' من تحضيرها للقهوة. ارتشفناها ونحن نلتمس على محياها نشوة انتصارها على عاهة الشلل النصفي الذي أصابها وحرمها من ممارسة حياتها العادية، والتكفل بأطفالها الثلاث.
وكانت ''سلطانة'' المتواجدة منذ أكثر من شهر على مستوى مستشفى بن عكنون قد قصدته، وهي في حالة شلل لم تكن تستطع معه حتى هزّ اليد التي أصابها الشلل النصفي، حيث أكدت لنا الآنسة ''حفاصة نجيبة'' ـ اختصاصية العلاج بالتمرين وإعادة التأهيل والمشرفة على متابعة علاج ''سلطانة'' ذات الـ39 سنة ـ أنها من بين أوائل الحالات التي تولّت مصلحة الطب الجسمي وإعادة التأهيل لمستشفى بن عكنون، إخضاعها لتجربة المنزل العلاجي، قصد تمكينها من استعادة نشاطها المنزلي خاصة وأنها أمّ وربّة بيت. ومثل ''سلطانة'' كثيرات، يبلغ عددهن 6 نساء، مررن عبر ذات التجربة بفترة تمرين امتدت بين شهر وشهرين، مكنتهن من التأقلم مع وضعهن الجديد، علما أن الطلب كبير على ذات العلاج.
مع الإشارة أن هذه التجربة انطلقت في شهر جوان المنصرم، بعد إتمام تجهيز المطبخ وكذا الحمام ودورة المياه، بطريقة تمكّن المريضات من التأقلم مع الوضع الجديد، بتكييفهن مع تقنيات مستحدثة تماشيا مع حالتهن، حيث قالت المختصة ''إننا نحاول معرفة العجز الذي تشكو منه المريضة لنقدّم لها مساعدة تقنية تسهّل عليها الحياة اليومية''. فـ''سلطانة'' التي لم تستطع مسك المكنسة بسبب انغلاق راحة يدها بعد الشلل، جعل المشرفة على العلاج تستعين برباط بلاستيكي لفَّته على يد المريضة بشكل ممدّد وألصقته بالمكنسة، هذا ما سمح لها بكنس المطبخ بطريقة جيدة، وهو ما وقفنا عليه خلال زيارتنا. كما أن الحمام جهّز بطريقة تسمح للمريضة الاتكال على نفسها للاستحمام، وذلك بجعل مستوى حنفية المياه مناسبا لوضعية الجلوس التي تكون عليها المريضة، حيث أن ذات الحمام مجهّز بكرسي بلاستيكي به ثقاب تسمح للمياه بالتسرب ـ علما أن أرضية الحمام صمّمت بطريقة مائلة نوعا ما لتسهيل مجرى الماء ـ ونفس الوضع كانت عليه دورة المياه التي أحيط بها متكئين لتسهيل تنقل المريضة. وكل ذلك لترويض المريضة بهدف التعوّد على وضعها الجديد، مع العلم أن الهدف الرئيسي من وراء العلاج ـ حسب الآنسة حفاصة ـ ممثل في إعادة الذاكرة للمريضة باللمس حتى تستعيد نشاطها العادي بطريقة جديدة ومكيّفة.
ومن جهته أكد لنا البروفيسور ''أحراس أحمد'' رئيس مصلحة الطب الجسمي وإعادة التأهيل بمستشفى بن عكنون، أن مبادرة إنشاء أول منزل علاجي بالجزائر، جاءت بمبادرة من مؤسسة ''إعاقة عالمية'' التي اقترحت عليه الفكرة ورحب بها لأن من شأنها أن تقدّم الكثير للعديد من المصابين والمصابات.
مضيفا أن هدفه الرئيسي من وراء تجسيد هذه التجربة هو إعادة إدماج المصاب بشلل في حياته اليومية والعملية، رغم الإعاقة التي أصابته، وذلك ممكن إذا وُجدت الإرادة عند المريض.


المصدر جريدة الخبر اليومي الجزائرية يوم السبت 15 اوت 2009 العدد 5729




السلام عليكم
من المفروض ان تعمل الدولة على توفير هدا النوع من المساكن للمعاقين اينما وجدوا وليس على مستوى المستشفيات

السلام عليكم
تحياتي اخي واشكرك على الرد
انا متفق معك على هدا الرد ولكن احب ان اقول ان هده التجربة هي الاولى في الجزائر وبمجرد وجودها فاننا نحمد الله لانها ستدفع بباقي المستشفيات الى احداث مثل هدا الجناح العلاجي.
وحتى نكون صرحاء فان هدا العمل كان في سابق يتم بواسطة الارشاد وتقديم نصائح للمرضى لتكيف مع المحيط الجديد في منازلهم الخاصة.
وعلى العموم اننا نشجع كل المبادرات التي نراها في صالح هده الفئة
تحيات اخوكم عبد الحليم

merci halim