جريدة الشروق الجزائرية: "خولة" تتحدى الشلل وتكتب دروسها الجامعية بفمها في سكيكدة

عندما تتحدث الطالبة الجامعية ظريف خولة عن إعاقتها تحس كما لو أنك تستمع إلى شخص بالغ يملك تجارب كبيرة في الحياة، فكلامها هادئ وعباراتها منتقاة وإحساسها فياض بالحنان، فهي مؤمنة كثيرا بقضاء الله وواثقة إلى أبعد حد بنفسها وقدرتها على التحدي والوصول، إنها تعاني من شلل رباعي، هي من مواليد 17 اكتوبر 1991 بمدينة سكيكدة، تقطن في عمارة تقع بحي الإخوة لكحل بليبلاطان ببلدية فلفلة، شرق ولاية سكيكدة، ترتيبها الثانية في العائلة بعد أخيها الطالب الجامعي عبد الرحمان، طالبة جامعية سنة ثانية حقوق بجامعة مرج الديب بسكيكدة، والدها الهامل، يشتغل موظفا في قطاع التعليم وأمها مناصر رزيقة، ماكثة بالبيت، أصيبت بإعاقة حركية وعمرها سنتان ونصف هي محرومة من نعمة اليدين والرجلين، أهم الأعضاء البشرية التي لا يستطيع الإنسان العيش بدونها، إلا أن خولة تملك من الإيمان بالله وقوة الإرادة القدر الكافي، ما جعلها تتحدى إعاقتها وتثبت ذاتها بأخلاقها الرفيعة وتفوقها الدراسي المتواصل وتحصلت على معدلات دراسية ممتازة في الجامعة، فضلا عن خطها الجميل جدا في الكتابة رغم انها تستعمل فمها في الكتابة وعطائها الباهر في الدراسة ورغبتها الكبيرة في تحدي الإعاقة، كل ذلك جعلها تحصد نهاية كل موسم دراسي جوائز تقديرية وأخرى للاستحقاق والتحدي.

خولة زارت العديد من الأطباء ولم يستطع اي منهم تشخيص مرضها، لكنهم نصحوها بالسفر للخارج، حيث نشر لها نداء مساعدة عبر جريدة الشروق في شهر جوان 2005، لقي استجابة من طرف شخص اسمه تواتي، اتصل بواسطة هاتفه النقال الحامل لشريحة جيزي بمسئولي بلدية فلفلة طالبا من ذويها إرسال مبلغ 6 ملايين سنتيم مقابل تكاليف السفر إلى العربية السعودية للعلاج، وبسرعة البرق وافق والدها المسكين وضخ المبلغ المطلوب عبر صكه البريدي، وبعدها اختفى ليتضح مع مرور الأيام انه محتال ليرفع والدها الهامل دعوى قضائية بمحكمة الجنح الابتدائية بسكيكدة ضد مجهول بحكم أن جيزي كانت تبيع الشرائح بدون بطاقة الهوية مما صعب تحديد هويته، وهي تفاصيل القضية التي نشرتها الشروق قبل سنوات، ورغم أن خولة تعاني من شلل رباعي، لكن ذلك لم يؤثر على مستواها الدراسي، حيث زادها إرادة فولاذية لم تكن عند الأصحاء، حيث تحصلت على شهادة البكالوريا بمعدل 12.42 فرع علوم تجارية، وتحصلت ايضا العام الماضي على معدل 13.33، وهي اليوم تتمنى من ذوي البر والإحسان وأصحاب القلوب الرحيمة أن يوفروا لها الظروف المادية من أجل إجراء عملية جراحية لاسترداد يديها ورجليها وتكون كباقي الناس، حيث ارسل والدها ملف العلاج إلى احدى المصحات الفرنسية المختصة في مرض الأعصاب وبالضبط إلى مدينة مرسيليا وضبطوا لها موعدا ليوم 4 فيفري 2013 لإجراء عملية جراحية أكدوا لها انها ستكون ناجحة، لكنهم اشترطوا ان تفتح رصيدا بنكيا مضخما؟